والاستشراف على مقام الإحسان. إن زلزلة الساعة، التي تشرف فيها على أسرار الذات، شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، لو كانت أنثى، وتضع كل ذات حمل حملها كذلك، أو تضع كل ذات حمل أثقالها ؛ بالغيبة في ربها، وترى الناس سكارى من خمر المحبة، وما هم بسكارى من شراب الدَّوالي، لكن من خمر الكبير المتعالي، كما قال الششتري في الخمرة الأزلية - بعد كلام - :
لاَ شَرابَ الدَّواليِ إِنَّها أَرْضِيَّة
خَمْرُهَا دُون خَمْرِي خَمْرَتِي أَزَلِيّة
ولكن عذاب الله - الذي قدمه قبل دخول جنته المعنوية وحفت به، وهي جنة المعارف - شديد، ولكنه يحلو في جانب ما ينال بعده، كما قال الشاعر :
والنَّفْسُ عَزَّتْ ولكنْ فيكَ أبْذُلُهَا
والذُّلُّ مرٌّ ولكن في رضاكَ حَلاَ
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٩١
يا من عذابِيَ عَذْبٌ في محبته
لا أشتكي منك لا صَدّا ولا مَلَلا
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٩١
قلت :﴿ومن الناس﴾ : خبر، و ﴿مَن يجادل﴾ : مبتدأ، و ﴿بغير علم﴾ : حال من ضمير " يُجادل "، و ﴿أنه﴾ : نائب فاعل ﴿كُتب﴾، أي : كتب عليه إضلال من تولاه، و ﴿فإنه﴾ : مَنْ فتح : عنده خبر عن مبتدأ مضمر، أي : فشأنه أن يضله، والجملة جواب " مَن "، إن جعلتها شرطية، وخبر، إنْ جعلتها موصولة متضمنة لمعنى الشرط، ومن كسر : فخبر، أو جواب " مَنْ ".