﴿لكم فيها منافع﴾ ؛ من الركوب عند الحاجة، ولبنها عند الضرورة، ﴿إِلى أجل مسمى﴾ ؛ إلى أن تُنحر. ومن قال : شعائر الله : مواضع الحج، فالمنافع : التجارة فيها والأجر، والأجل المسمى : الرجوع إلى مكة لطواف الإفاضة. ﴿ثم مَحِلُّها﴾ منتهية ﴿إِلى البيت العتيق﴾، قال ابن جزي : من قال : إن الشعائر الهدايا، فمحلها موضع نحرها، وهي مِنى ومكة. وخصّ البيت بالذكر ؛ لأنه أشرف الحرم، وهو المقصود بالهدي. و " ثم "، على هذا، ليست للترتيب في الزمان ؛ لأن محلها قبل نحرها، وإنما هي لترتيب الجمل. ومن قال : إن الشعائر مواضع الحج، فمحلها مأخوذ من إحلال المحرم، أي : آخر ذلك كله : الطواف بالبيت، أي : طواف الإفاضة ؛ إذ به يحل المحرم. هـ. أي : محل شعائر الحج كلها تنتهي إلى الطواف بالبيت، طواف الإفاضة. ومثله في الموطأ.
﴿
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١٣
ولكلِّ أمة﴾
؛ جماعة مؤمنة قبلكم، ﴿جعلنا منسَكًا﴾ أي : مُتَعبدًا وقربانًا يتقربون به إلى الله - عزّ وجلّ - والمنسك - بالفتح - : مصدر، وبالكسر : اسم موضع النُسك، أي : لكلٍّ حعلنا عبادة يتعبدون بها، أو موضع قربان، يذبحون فيه مناسكهم، ﴿ليذكروا اسمَ الله﴾ دون غيره، ﴿على ما رزقهم من بهيمة الأنعام﴾ أي : عند نحرها وذبحها، ﴿فإِلهكم إِلهٌ واحدٌ﴾ أي : اذكروا على الذبائح اسم الله وحده ؛ فإن إلهكم إله واحد، ﴿فله أسلِمُوا﴾ أي : فإذا كان إلهكم إلهًا واحدًا ؛ فأخلصوا له التقرب، أو الذكر خاصة، واجعلوه له سالمًا، لا تشوبوه بإشراك.


الصفحة التالية
Icon