إِلاَّ إِذا تَمَنَّى} ؛ هيأ في نفسه ما يهواه ؛ كهداية قومه ومقاربتهم له، ﴿ألقى الشيطانُ في أُمنيته﴾ ؛ في تشهيه ما يُوجب حصول ما تمناه، أو مقاربته، كما ألقى في مسامع قريش ما يُوجب مقاربتهم له - عليه الصلاة والسلام - ثم ينسخ الله ذلك. أو ﴿إذا تمنى﴾ : قرأ، كما قال الشاعر :
تَمَنَّى كِتَابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ
تَمَنَّى دَاوُدَ الزَّبُورَ علَى رِسْلِ
﴿ألقى الشيطان في أُمنيته﴾ : في قراءته، حين قرأ سورة النجم بعد قوله :﴿ومناة الثالثة الأخرى﴾، تلك الغرانيق العُلى، كما تقدم.
قال القشيري : كانت لنبينا ﷺ سكتات، في خلال قراءته عند قراءة القرآن، عند انقضاء كل آية، فتلفظ الشيطان ببعض الألفاظ، فمن لم يكن له تحصيل توهم أنه من ألفاظ الرسول. هـ. وقال ابن البنا : التمني هو التلاوة التي يُتمنى فيها، فيتلو النبي وهو يريد أن يفهم عنه معناها، فيلقي الشيطان في فهوم السامعين غير المعنى المراد، وما قال الزمخشري : قرأ تلك الغرانيق العلى، على جهة السهو والغلط، فباطل، لقول الله العظيم :
٤٢٥
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىا إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىا﴾ [النّجْم : ٣، ٤]، فهو معصوم من السهو والغلط في تبليغ الوحي. هـ.