دخل ابن عباس رضي الله عنه على عائشة - رضي الله عنها - في مرضها، وهي خائفة من القدوم على الله عز وجل، فقال : لا تخافي، فإنك لا تقدمين إلا على مغفرة ورزق كريم، وتلى الآية، فغشي عليها : فرحاً بما تلا. وقالت رضي الله عنها - :(قد أُعْطِيت تسعاً ما أُعْطِيَتْهُنَّ امرأة : نزل جبريل بصورتي في راحته، حين أمر- عليه الصلاة والسلام - أن يتزوجني، وتزوجني بكراً، وما تزوج بكراً غيري، وتوفي - عليه الصلاة والسلام - ورأسه في حِجْري، وقبره في بيتي، وينزل عليه الوحي وأنا في لحافه، وأنا ابنة خليفته وصديقه، ونزل عذري من السماء، وخُلقت طيبة عند طيب، ووُعدت مغفرةً ورزقاً كريماً).
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٤
الإشارة : الأخلاق الخبيثة ؛ مثل الكبر، والعجب، والرياء، والسمعة، والحقد، والحسد، وحب الجاه والمال، للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، فهم متصفون بها، وهي لازمة لهم، إلا أن يَصْحُبوا أهل الصفاء والتطهير، فيتطهرون بإذن الله، والأخلاق الطيبات ؛ كالتواضع، والإخلاص، وسلامة الصدور، والزهد، والورع، والسخاء،
٦٥
والكرم، وغير ذلك من الأخلاق الطيبة، للطيبين، والرجال الطيبون للأخلاق الطيبات. أولئك مبرؤون مما يقول أهل الإنكار فيهم، لهم مغفرة ؛ ستر لعيوبهم، ورزق كريم لأرواحهم ؛ من قوت اليقين، وشهود رب العالمين. وبالله التوفيق.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٤
يقول الحق جل جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم﴾ أي : بيوتاً لستم تملكونها ولا تسكنونها، ﴿حتى تستَأْنسوا﴾ ؛ تسأذنوا، وقُرىءَ به، والاستئناس : الاستعلام، والاستكشاف، استفعال، من أنَس الشيء : أبصره، فإن المستأذن مستعلم للحال، مستكشف له، هل يؤذن له أم لا، ويحصل بذكر الله جهراً، كتسبيحة أو تكبيرة.


الصفحة التالية
Icon