أو تَنَحْنُحٍ، ﴿وتُسلِّموا على أهلها﴾، بأن يقول : السلام عليكم، أَأَدْخُلُ ؟ ثلالث مرات، فإذا أُذن له، وإلا رجع، فإن تلاقيا، قدّم التسليم، وإلا، فالاستئذان. ﴿ذلكم﴾ أي : التسليم ﴿خيرٌ لكم﴾ من أن تدخلوا بغتة، أو من تحية الجاهلية.
كان الرجل منهم إذا أراد أن يدخل بيتاً غير بيته يقول : حُييتم صباحاً، حييتم مساءاً، فربما أصاب الرجلَ مع امرأته في لحاف. رُوي أن رجلاً قال للنبي ﷺ : أَأَسْتأذنُ على أمي ؟ قال :" نَعَم " قال : ليس لها خادم غيري، أأستأذن عليها كلما دَخَلْتُ ؟ قال ﷺ :" أتحُبُّ أن تراها عريانة... ؟ " ﴿لعلكم تذكَّرون﴾ أي : أمرتكم به، أو : قيل لكم هذا ؛ لكي تتعظوا وتعملوا بموجبه.
﴿فإن لم تجدوا فيها﴾ ؛ في البيوت ﴿أحداً﴾ ممن يستحق الإذن، من الرجال البالغين، وأما النساء والولدان فوجودهم وعدمهم سواء، ﴿فلا تدخلوها﴾، على أن مدلول الآية هو النهي عن دخول البيوت الخالية ؛ لما فيه من الاطلاع على ما يعتاد الناس إخفاءه، وأما حرمة دخول ما فيه النساء والولدان فمن باب الأولى ؛ لما فيه الاطلاع على الحريم وعورات النساء. فإن لم يُؤذن لكم فلا تدخلوا، واصبروا ﴿حتى يُؤْذَنَ لكم﴾ من جهة من يملك الإذن، أو : فإن لم تجدوا فيها أحداً من أهلها، ولكم فيها حاجة فلا تدخلوها إلا بإذن أهلها ؛ لأن التصرف في ملك الغير لا بد أن يكون برضاه.
٦٦


الصفحة التالية
Icon