وقال عطية بن بُسْر المازني : أتى عكافُ بن وَدَاعَة الهلالي النَّبِيَّ ﷺ فقال له :" يا عكاف ؛ ألك زوجة ؟ قال : لا، يارسول الله، ولا أمة ؟ قال : لا. قال : وأنت صحيح موسر ؟ قال : نعم، والحمد لله. قال : فإنك، إذاً، من إخوان الشياطين، إما أن تكون من رهبان النصارى، وإما تكون مؤمناً، فاصنع ما بدا لك. فإن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأرذال موتاكم عزابكم، ما للشيطان، في سلاح، أبلغ من مُحْتَمِلِ العَزَبَةِ، ألا إن المتزوجين هم المطهرون المبرؤون من الخنا " انظر الثعلبي.
قال تعالى :﴿ولْيَسْتَعْفِفِ الذين لا يجدون نكاحاً﴾ أي : ليجتهد في العفة عن الزنا وقمع الشهوة من لم يجد الاستطاعة على النكاح ؛ من المهر والنفقة، ﴿حتى يُغْنِيَهُم الله من فضلِهِ﴾ ؛ حتى يقدرهم الله على المهر والنفقة، قال عليه الصلاة والسلام :" يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجَاءٌ "، فانظر كيف رتَّب الحق تعالى هذه الأمور ؟ أَمَرَ، أولاً، بما يَعْصِمُ من الفتنة، ويُبعد عن مواقعة المعصية، وهو غض البصر، ثم بالنكاح المُحَصَّنِ للدين، المغني عن الحرام، ثم بعزف النفس الأمارة بالسوء عن الطموح إلى الشهوة، عند العجز عن النكاح، إلى أن يقدر عليه. وبالله التوفيق.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٧١
الإشارة : الأرواح والقلوب والنفوس لا يظهر نِتَاجُها حتى ينعقد النكاح بينها وبين
٧٣