ومن قرأ بفتح الباء، فأسنده إلى أحد الظروف الثلاثة، أعني :(له فيها بالغدو). و " رجال " : مرفوع بمحذوف، دل عليه ﴿يُسبح﴾ أي : يسبحه ﴿رجالٌ لا تُلهيهم﴾ : لا تشغلهم ﴿تجارةٌ﴾ في السفر، ﴿ولا بيعٌ﴾ في الحضر، ﴿عن ذكر الله﴾ باللسان والقلب، وقيل : التجارة : الشراء، أي : لا يشغلهم شراء ولا بيع عن ذكر الله، والجملة صفة لرجال،
٨٠
مؤكدة لما أفاده التنكير من الفخامة، مفيدة لكمال تَبَتُّلِهِمْ إلى الله تعالى، واستغراقهم فيما حكى عنهم من التسبيح من غير صارف يلويهم ولا عاطف يثنيهم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٨٠
وتخصيصُ التِّجَارَةِ بالذكر ؛ لكونها أقوى الصوارف عندهم وأشهرها، أي : لا يشغلهم نوع من أنواع التجارة، ولا فرد من أفراد البياعات، وإن كان في غاية الربح.
وإفراده بالذكر، مع اندراجه تحت التجارة ؛ لأنه ألهى ؛ لأن ربحه متيقن ناجز في الغالب، وما عداه متوقع في ثاني الحال.


الصفحة التالية
Icon