﴿و﴾ لا يشغلهم ذلك أيضاً عن ﴿إِقامِ الصلاةِ﴾ أي : إقامتها لمواقيتها من غير تأخير، وأصله : وإقامة، فأسقطت التاء المعوضة عن العين الساقطة بالإعلال، وعوض عنها الإضافة، فأقيمت الإضافة مقام التاء، ﴿وإِيتاء الزكاة﴾ أي : وعن إيتاء الزكاة، وذكرها، وإن لم يكن مما تفعل في البيوت، لكونها قرينتها لا تفارق إقامة الصلاة في عامة المواضع، مع ما فيه من التنبيه على أن مَحَاسِنَ أعمالهم غَيْرُ مُنْحَصِرَةٍ فيما يقع في المساجد. والمعنى : لا تجارة لهم حتى تلهيهم، أو يبيعون ويشترون ويذكرون الله مع ذلك، لا يشغلهم عن ذكر الله شيء، وإذا حضرت الصلاة قاموا إليها مسرعين. ﴿يخافون يوماً﴾ أي : يوم القيامة ﴿تتقلَّبُ فيه القلوبُ﴾ أي : تضطرب وتتغير من الهول والفزع، وتبلغ إلى الحناجر، ﴿و﴾ تتقلب ﴿الأبصارُ﴾ بالشخوص أو الزرقة. أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران، والأبصار إلى العيان بعد النكران، كقوله :﴿فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق : ٢٢].