﴿يَخْلُقُ الله ما يشاء﴾ مما ذكر ومما لم يذكر، بَسيطاً أو مركباً، على ما يشاء من الصور والأعضاء والهيئات والطبائع والقوى والأفاعيل، مع اتحاد العنصر ؛ ﴿إنَّ الله على كل شيء قدير﴾ فيفعل ما يشاء كما يشاء. وإظهار الاسم الجليل في الموضعين في موضع الإضمار ؛ لتفخيم شأن الخلق المذكور، والإيذان بأنه من أحكام الألوهية. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٨٧
الإشارة : أظهر الحق تعالى الأشياء من الماء، وأظهر الماء من نور القبضة، وأظهر القبضة من بحر سر الذات. أو تقول : أظهر الماء من نور الملكوت، وأبرز نور الملكوت من بحر الجبروت، وبحر الجبروت هو بحر أسرار الذات الأزلية، فالكل منه وإليه، ولا شيء معه، فتنوعت أنوار التجليات، وتعددت أسماؤها بتعدد فروعها، والمتجلي واحد، كما قال صاحب العينية :
تَجلَّى حَبِيبي في مَرَائِي جَمَالِهِ
فَفِي كُلِّ مَرْئِيّ لِلْحَبِيبِ طَلاَئِعُ
فَلَمَّا تَبَدَّى حُسْنُه مُتَنَوِّعاً
تَسَمَّى بِأَسْمَاءٍ فَهُنَ مَطَالِعُ
ولا يفهم هذا إلا من هداه الله لمعرفته.
٨٨
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٨٧
يقول الحق جل جلاله :﴿لقد أنزلنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ﴾ لكل ما يليق بيانه ؛ من الأحكام الدينية، والأسرار التكوينية. أو : موضحات، أوضحنا بها ما يحتاجون إليه من علم الشرائع والأحكام، ﴿والله يهدي من يشاء﴾ توفيقه ﴿إلى صراط مستقيم﴾ أي : دين قيِّم يُوصل إلى رضوان الله ومعرفته.