﴿وإذا دُعُوا إلى الله ورسولِه﴾ أي : إلى رسول الله ﷺ ؛ لأن حُكمَه حكمُ الله، ﴿ليَحْكُمَ بينهم﴾ أي : ليحكم الرسول بينهم ؛ لأنه المباشر للحُكم حقيقة، وإن كان ذلك حكم الله في الحقيقة ؛ لأنه خليفته. وذكر الله تعالى لتفخيم شأنه عليه، والإيذان بجلالة قدره عنده. فإذا دُعُوا إلى التحاكم بينهم ﴿إذا فريقٌ منهم مُعْرِضون﴾ أي : فاجأ فريق منهم الإعراض عن المحاكمة إليه ﷺ ؛ لكون الحق عليهم، وقد علموا أنه ﷺ يحكم بالحق على من كان.
﴿
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٨٩
وإن يكن لهم الحقُّ﴾
على غيرهم ﴿يأتوا إليه﴾ ؛ إلى الرسول ﴿مُذْعنين﴾ ؛ مسرعين في الطاعة، طلباً لحقهم، لا رضاً بحُكم رسولهم. قال الزجاج : والإذعان : الإسراع مع الطاعة. والمعنى : أنهم ؛ لمعرفتهم أنك لا تحكم إلا بالحق المُر والعدل المحض، يمتنعون من المحاكمة إليك، إذا ركبهم الحق، لئلا تنزعه منهم بقضائك عليهم لخصُومهم، وإن ثبت لهم حق على خصم أسرعوا إليك، ولم يرضوا إلا بحكومتك، لتأخذ لهم ما وجب لهم على خصمهم.


الصفحة التالية
Icon