ثم عذرهم في ترك الاستئذان في غير هذه الأوقات، فقال :﴿ليس عليكم ولا عليهم جُناح بعدهنّ﴾ أي : لا إثم عليكم ولا على المذكورين من المماليك والغلمان في الدخول بغير استئذان بعد كل واحدة من تلك العورات الثلاث، أي : في الأزمنة التي بين هذه العورات الثلاث.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٩٦
ثم بيّن العلة في ترك الاستئذان في هذه الأوقات بقوله :﴿طوَّافون﴾ أي : هم ﴿طوَّافون عليكم﴾ لحاجة البيت والخدمة، ﴿بعضُكم على بعضٍ﴾ أي : بعضكم طائف على بعض، أو يطوف على بعض، والجملة : إما بدل مما قبلها، أوبيان، يعني : أنكم محتاجون إلى المخالطة والمداخلة، يطوفون عليكم للخدمة وتطوفون عليهم للاستخدام، فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت لأفضى إلى الحرج، وهو مدفوع بالنص، ﴿كذلك يبين الله لكم الآيات﴾ أي : كما بيّن الاستئذان، يبين لكم غيره من الآيات التي تحتاجون إلى بيانها، ﴿والله عليمٌ﴾ بمصالح عبادة، ﴿حكيم﴾ فيما دَبَّرَ وحكم به.
﴿وإذا بلغ الأطفالُ منكم﴾ أي : الأحرار دون المماليك ﴿الحُلُمَ﴾ أي : الاحتلام،
٩٧