إلى هذا الجواب، وكيف يصدقون بتعجيل مثل ما وعدك في الآخرة، وهم لا يؤمنون بها ؟ ثم تخلص إلى وبال من كذَّب بها فقال :﴿وأعتدنا لمن كَذَّبَ بالساعة سعيراً﴾ أي : وهيأنا للمكذبين بها ناراً شديدة الإسعار، أي : الاشتعال. ووضع الموصول موضع ضمير " هم "، أو لكل من كذب بها كائناً من كان، ويدخلون هم في زمرتهم دخولاً أولياً. ووضع الساعة موضع ضميرها ؛ للمبالغة في التشنيع.
﴿
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١١٢
إذا رَأَتْهُم﴾ أي : النار، أي : قابلتهم ﴿من مكان بعيد﴾ ؛ بأن كانت منهم بمرأى للناظرين في البُعد، كقوله ﷺ في شأن المؤمن والكافر :" لا تترآءى نَاراهُما "، أي : لا يتقاربان بحيث تكون إحداهما بمرأى من الأخرى. ﴿سمعوا لها تغيُّظاً وزفيراً﴾ أي : سمعوا صوت غليانها. شُبه ذلك بصوت المتغيظ والزفير، وهو صوت من جوفه. ولا يبعد أن يخلق الله فيها الإدراك فتتغيظ وتزفر. وقيل : إن ذلك من زبانيتها، نُسب إليها، وهو بعيد.