حاجبيه، ويسحبُها من خلفه، وذُريتُهُ من بعده، وهو يقول : يا ثُبُوراه، وهم يجاوبونه : يا ثُبُورهم، حتى يَقِفُوا على النار، فيقال لهم : لا تدعوا ثبوراً واحداً... ". ﴿قل﴾ لهم يا محمد ؛ تقريعاً لهم وتهكماً بهم، وتحسراً على ما فاتهم :﴿أذلك خيرٌ﴾، والإشارة إلى السعير، باعتبار اتصافها بما فُصِّل من الأحوال الهائلة، وما فيه من معنى البُعد ؛ لكونها في الغاية القاصية من الهول والفظاعة. أي : قل لهم أذلك الذي ذكر من السعير، التي أعدت لمن كذب بالساعة، وشأنها كيت وكيت ؛ خير ﴿أم جنةُ الخُلد التي وُعِدَ المتقون﴾ أي : وعدها الله المتقين ؟ وإنما قال :" أذلك خير "، ولا خير في النار ؛ تهكماً بهم. كما تقدم، وإضافة الجنة إلى الخلد ؛ للمدح، وقيل : للتميز عن جنات الدنيا. والمراد بالمتقين : المتصفون بمطلق التقوى، لا بغايتها. ﴿كانت﴾ تلك الجنة ﴿لهم﴾ في علم الله تعالى، أو في اللوح، ﴿جزاءً﴾ على أعمالهم، ﴿ومصيراً﴾ يصيرون إليه بعد الموت.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١١٢