﴿وإن ربك لهو العزيز﴾ ؛ الغالب على كل ما يريد من الأمور، التي من جملتها : الانتقام من المكذبين، ﴿الرحيم﴾ ؛ البالغ في الرحمة، ولذلك أمهلهم ولم يعاجل عقوبتهم، أو : العزيز بالانتقام من أعدائه، الرحيم بالانتصار لأوليائه. جعلنا الله من خاصتهم بمنِّه وكرمه، آمين.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٤
الإشارة : قوله تعالى :﴿إن معي ربي سيهدين﴾ : اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والإقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله :﴿إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ [التوبة : ٤٠]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله :﴿سيهدين﴾ فتأمل. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٦٤
يقول الحق جل جلاله :﴿واتلُ عليهم﴾ أي : على المشركين ﴿نبأَ إبراهيمَ﴾ أي :
١٦٦


الصفحة التالية
Icon