﴿إذ قال لهم﴾ : ظرف للتكذيب، أي : كذبوه وقت قوله لهم ﴿أخوهم نوحٌ﴾ ؛ نسباً، لا ديناً، وقيل : أخوة المجانسة، كما في آية :﴿بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾ [إبراهيم : ٤] :﴿ألاَ تتقون﴾ خالق الأنام، فتتركوا عبادة الأصنام، ﴿إني لكم رسول أمين﴾، كان مشهوراً بالأمانة عندهم، كحال نبينا ﷺ في قريش، ما كانوا يُسمونه إلا محمداً الأمين. ﴿فاتقوا الله وأطيعونِ﴾ فيما آمركم به وأدعوكم إليه من الإيمان.
﴿وما أسألكم عليه﴾ أي : على ما أنا مُتصدٍ له من الدعاء والنصح، ﴿من أجرٍ﴾ أصلاً ﴿إنْ أجريَ﴾ فيما أتولاه ﴿إلا على ربِّ العالمين﴾ ؛ لا أطمع في غيره، ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾، الفاء ؛ لترتيب ما بعدها على ما قبلها ؛ من تنزيهه عليه السلام عن الطمع، كما أن نظيرتها السابقة ؛ لترتيب ما بعدها على أمانته. والتكرير ؛ للتأكيد، والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة، فكيف إذا اجتمعا ؟ كأنه قال : إذا عرفتم رسالتي
١٧٥
وأمانتي فاتقوا الله وأطيعون.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٧٥


الصفحة التالية
Icon