﴿قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ ؛ فإنّا لن نرعوي عما نحن عليه، ولا نقبل كلامك ودعوتك، وعظت أو سكت. ولم يقل : أم لم تعظ ؛ لرؤوس الآي. ﴿إنْ هَذَا إِلا خُلق الأولين﴾ بضم اللام، أي : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من ألاَّ بعث ولا حساب، إلا عادة الأولين وطبيعتهم واعتقادهم، أو : ما هذا الذي نحن عليه ؛ من الموت والحياة إلا عادة قديمة، لم يزل الناس عليها، ولا شيء بعدها، أو : ما هذا الذي أنكرت علينا ؛ من البنيان والبطش، إلا عادة مَنْ قَبْلَنَا، فنحن نقتدي بهم، وما نُعَذَّبُ على ذلك. وبسكون اللام، أي : ما هذا الذي خوفتنا به ﴿إلا خَلْق الأولين﴾ أي : اختلاقهم
١٧٨
وكذبهم، أو : ما خَلْقُنا هذا إلا كخلْقهم، نحيا كما حيوا، ونموت كما ماتوا، ولا بعث ولا حساب، ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ على ما نحن عليه من الأعمال.
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ أي : أصروا على تكذيبه، ﴿فأهلكناهم﴾ بسبب ذلك بربح صَرْصَرٍ، تقدم في الأعراف كيفيته، ﴿إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكْثَرُهُمْ﴾ أي : قوم هود ﴿مؤمنين﴾ ؛ ما أسلم معه ثلاثمائة ألف... وأهلك باقيهم. قاله المحشي الفاسي. وقيل : وما أَكْثَرُ قَوْمِكَ بمؤمنين بهذا، على أن ﴿كان﴾ : صلة. ﴿وإن ربك لهو العزيزُ الرَّحِيمُ﴾ ؛ العزيز بالانتقام من أعدائه، الرحيم بالانتصار لأوليائه.


الصفحة التالية
Icon