﴿وتوكل على العزيز الرحيم﴾ أي : على الذي يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم برحمته، فإنه يكفيك شر من يعاديك. ﴿الذي يراك حين تقومُ﴾ للتهجد، ﴿و﴾ يرى ﴿تقلُّبَكَ في الساجدين﴾ ؛ في المصلين. أتبع كونه رحيماً برسوله ما هو من أسباب الرحمة، وهو ذكر ما كان يفعله في جوف الليل، من قيامه للتهجد، وتقلبه في تصفح أحوال المُتَهَجِّدِينَ، ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون. وقيل : معناه : ويراك حين تقوم للصلاة بالناس جماعة، وتقلبك في الساجدين : تصرفه فيما بينهم، بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده إذا أمهم. وعن مقاتل : أنه سأل أبا حنيفة : هل تجد الصلاة بالجماعة في القرآن ؟ فقال : لا يحضرني، فتلا له هذه الآية. وقيل : تقلبه في أصلاب الرجال. ورُوي عنه ﷺ في الآية أنه قال :" من نبي إلى نبي حتى أخرجتك نبياً ". ﴿إنه هو السميعُ﴾ لما تقول، ﴿العليمُ﴾ بما تنويه وتعمله. هَوَّنَ عليه مشاقّ العبادة، حيث أخبره برؤيته له، إذ لا مشقّة على من يعْلَم أنه يعمل بمرأى من مولاه، وهو كقوله
١٩١
في الحديث القدسي :" بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي " والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٩٠