قال القشيري :﴿وتقلبك في الساجدين﴾ من أصحابك، ويقال : تقلبك في أصلاب آبائك من المسلمين، الذين عرفوا الله، فسجدوا له، دون من لم يعرفه. هـ. وفي القوت : قيل : وتقلبك في أصلاب الأنبياء - عليهم السلام، يقلبك في صلب نبي بعد نبي، حتى أخرجك من ذرية أسماعيل، وروينا معنى ذلك عن رسول الله ﷺ، والحاصل : أنه من ذرية الأنبياء والمؤمنين الساجدين في الجملة، ولا يقتضي كل فرد من الأفراد. هـ.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٩٠
١٩٢
قلت :" أيَّ منقلب " : مفعول مطلق لينقلبون، والأصل : ينقلبون أيّ انقلاب، وليست " أيا " : مفعول " يعلم " لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. وجملة :" ينقلبون " : مُعَلَّقٌ عنها العامِلُ، فهي محل نصب ؛ على قاعدة التعليق، فإنه في اللفظ دون المحل.
يقول الحق جل جلاله :﴿هل أُنَبِّئُكم﴾ أي : أخبركم أيها المشركون ﴿على من تَنزَّلُ الشياطينُ﴾، ودخل حرف الجار على " من " الاستفهامية ؛ لأنها ليست للاستفهام بالأصالة. ثم أخبرهم، فقال :﴿تنزّل على كل أفاكٍ﴾ : كثير الإفك، وهو الكذب، ﴿أثيم﴾ ؛ كثير الإثم، وهم الكهنة والمتنبئة، كشق وسطيح ومسيلمة. وحيث كانت حالة رسول الله ﷺ منزهة أن يحرم حولها شيء من ذلك، اتضح استحالة تنزلهم عليه صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon