قال ابن عطية : في الآية رد على كفار قريش في قولهم : القرآن من تلقاء محمد. وقال القرطبي : الآية تمهيد لما يريد أن يسوق من الأقاصيص، وما في ذلك من لطائف حكمته ودقائق علمه، ومن آثار ذلك : قصة موسى ﴿إذ قال لأهله...﴾ إلخ. هـ.
الإشارة : قال أبو بكر بن طاهر : وإنك لَتُلَقَّى القرآن من الحق حقيقية، وإن كنت تأخذه في الظاهر عن واسطة جبريل عليه السلام. قال تعالى :﴿الرَّحْمَـانُ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ﴾ [الرحمن : ١، ٢]هـ. قلت : العارفون بالله لا يسمعون القرآن إلا من لَدُنْ حكيم عليم، بلا واسطة، الواسطة محذوفة في نظرهم، فهم يسمعون من الله إلى الله، ويقرؤون بالله على الله، كما قال القائل : أنا بالله أنطق، ومن الله أسمع. ومما يحقق لك حذف الواسطة : قوله تعالى :﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة : ٢٨] وسمعت شيخي البوزيدي رضي الله عنه، يقول : لا يكون الإنسان من الراسخين في العلم حتى يقرأ كله وهو مجموع فيه، أي : يقرأ بالله ويسمعه من الله. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٩٧
١٩٨


الصفحة التالية
Icon