﴿لأُعذِّبَنَّه عذاباً شديداً﴾، قيل : كان عذابه للطير : نتفه ريشه وتشميسه، أو : يجعله مع أضداده في قفص، أو : بالتفريق بينه وبين إلفه. وعن بعضهم : أضيق السجون معاشرة الأضداد، ومفارقة الأحباب. أو : نتفه، وطرحه بين يدي النحل تلدغه، أو : النمل تأكله. وحلّ له تعذيب الهدهد لينزجر غيره، ولِما سخرت له الحيوانات - ولا يتم التسخير إلا بالتأديب - حلّ له التأديب.
٢٠٨
﴿أو لأذْبحنَّه﴾ ؛ ليعتبر به أبناء جنسه، ﴿أو لَيَأْتِيَنِّي بسلطانٍ مبين﴾ ؛ بحُجة تُبين عذره، والحلف في الحقيقة على أحد الأمرين، على تقدير عدم الثالث. قال بعضهم : وسبب طلبته للهدهد، لإخلاله بالنوبة التي كان ينوبها. وقيل : كانت الطير تظله، فأصابته لمعة من الشمس، فنظر، فرأى موضع الهدهد خالياً، فتفقده، وقيل : احتاج إلى الماء، وكان عِلْمُ ذلك إلى الهدهد، فتفقده، فلم يجده، فتوعده.