رُوي : أن آصف قال لسليمان : مُدّ عينيك حتى ينتهي طرفك، فمدّ عينيه، فنظر نحو اليمن، فدعا آصف، فغار العرش في مكانه، ثم نبع عند مجلس سليمان، بقدرة الله تعالى، قبل أن يرجع إليه طرفه. ﴿فما رآه﴾ أي : العرش ﴿مستقراً عنده﴾ ؛ ثابتاً لديه غير مضطرب، ﴿قال هذا﴾ أي : حصول مرادي، وهو حضور العرش في مدة قليلة، ﴿من فضل ربي﴾ عليّ، وإحسانه إليّ، بلا استحقاق مني، بل هو فضل خالٍ من العوض، ﴿ليبلُوني﴾ : ليختبرني ﴿أأشكرُ﴾ نعمَه ﴿أم أكفرُ ومن شكَر فإنما يشكر لنفسه﴾ ؛ لأنه يقيد به محصولها، ويستجلب به مفقودها، ويحط عن ذمته عناء الواجب، ويتخلص من وصمة الكفران. ﴿ومن كَفَرَ فإِن ربي غنيٌّ كريم﴾ أي : ومن كفر بترك الشكر، فإن ربي غني عن شكره، كريم بترك تعجيل العقوبة إليه. وفي الخبر :" من شكر النعم فقد قيّدها بعقالها، ومن لم يشكر فقد تعرض لزوالها ". وقال الواسطي : ما كان مِنَّا من الشكر فهو لنا، وما كان منه من النعمة فهو إلينا، وله المنة والفضل علينا. هـ.
﴿قال﴾ سليمانُ عليه السلام لأصحابه :﴿نكِّروا لها عرشها﴾ أي : غيّروا هيئته بوجه من الوجوه، ﴿ننظر أتَهْتَدِي﴾ لمعرفته، أو : للجواب الصواب إذا سُئلت عنه، ﴿أم تكون من الذين لا يهتدون﴾ إلى معرفة عرشها. أو إلى الجواب الصواب.


الصفحة التالية
Icon