﴿قالوا تقاسموا بالله﴾ : استئناف لبيان بعض فسادهم. و(تقاسموا) : إما أمر مقول لقالوا، أي : تحالفوا أمر بعضهم بعضاً بالقسم على قتله. وإما خبر حال، أي : قالوا متقاسمين. ﴿لنُبَيِّتَنَّهُ﴾ : لنقتلنه بياتاً، أي : ليلاً، ﴿وأهلَه﴾ : ولده ونساءه، ﴿ثم لنقولن لِوَلِيِّه﴾ أي : لوليّ دمه :﴿ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أهله﴾ أي : ما حضرنا هلاكهم، أو : وقت هلاكهم. أو : مكانه فضلاً أن نتولى إهلاكهم، ﴿وإِنا لصادقون﴾ فيما ذكرناه. وهو إما من تمام المقول، أو : حال، أي : نقول ما نقول والحال أنا صادقون في ذلك ؛ لأن الشاهد للشيء غير المباشر له عرفاً. ولأنا ما شهدنا مهلك أهله وحده، بل مهلكه ومهلككم جميعاً، كقولك : ما رأيت ثمَّ رجلاً، أي : بل رجلين. ولعل تحرجهم من الكذب في الأَيْمان مع كفرهم ؛ لِما تعودوا من تعجيل العقوبة للكاذب في القسامة، كما كان أهل الشرك مع البيت الحرام في الجاهلية. وكان تقاسمهم بعد أن أنذرهم بالعذاب، وبعد قوله :﴿تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ﴾ [هود : ٦٥].
٢٢٢