فتخطه - أي تسمه - في وجهه ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :" تَخْرُجُ الدَّابةُ مَعها خاتمُ سُليمانَ، وعَصا مُوسى، فتَجْلُو وَجْهَ المُؤمِن، وَتَخْتُم أنْفَ الكافِر بالخاتَم، ختَّى أَنَّ أَهْلَ الحِواء مجْتَمِعُون، فيقول : هاها يا مُؤمْن، ويقول : هاها يا كافِرُ " وهي بعد نزول عيسى وطلوع الشمس من مغربها. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٦
الإشارة : وإذا وقع القول على قوم بإسدال الحجاب، وإدامة غلق الباب، أخرج لهم جاهل بالله، يكلمهم بادعاء التربية، فيأخذون عنه، ويقتدون به. قال في المباحث :
واعلم بأن عُصبة الجُهال
بهائم في صور الرجال
فالجاهد بالله دابة في الأرض : أنَّ الناس كانوا بآياتنا الدالة علينا - وهم العلماء بالله، أهل الشهود والعيان - لا يُوقنون بوجودهم، ولا يعرفون وجود الخصوصية عندهم. فإذا أراد الله تعب عبد، وإبقاءه في غم الحجاب، ألقاه إلى شيخ جاهل بالله، أو : إلى ميت يتخذه شيخاً، ويفنى محبته، فلا يرجى فلاحه في طريق الخصوصية، ما دام مقيداً به، فإن تركه واقتدى بالعارف الحي، فقد هيأه لرفع الحجاب. وبالله التوفيق.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٣٦
قلت :" ماذا " تأتي على أوجه ؛ أحَدُها : أن تكون " ما " : استفهاماً، و " ذا " : إشارة نحو : ماذا التواني. الثاني : أن تكون " ما " : استفهاماً، و " ذا " : موصولة، كقول لبيد :
ألا تَسْأَلانِ المرْءَ ماذا يُحاوِلُ ؟
أَنَحْبٌ فَيُقْضَى، أَمْ ضَلالٌ وباطِلُ ؟
الثالث :" ماذا " كله : استفهام على التركيب، كقولك : لماذا جئت ؟. الرابع : أن تكون " ماذا " كله : اسم جنس بمعنى شيء، أو : بمعنى " الذي " كقوله : دعني ماذا علمت ؟، وتكون " ذا " زائدة. انظر القاموس.
٢٣٧


الصفحة التالية
Icon