قال ابن إسحاق : كان يجتمع إلى موسى طائفة من بني إسرائيل ويقتدون به، فرأى مفارقة فرعون، وتكلم في ذلك حتى ظهر أمره، فأخافوه، فكان لايدخل قرية إلا مستخفياً، فدخلها على حين غفلة. وقيل : إن موسى لما شبّ علا فرعون بالعصى، فقال : هذا عدو لي، فأخرجه من مصر، ولم يدخل عليهم إلى أن كبر وبلغ أشده، فدخل المدينة على حين غفلة من أهلها بخبر موسى، أي : من بعد نسيانهم خبره، ﴿فوجد فيها رجلين يقتتلان﴾ ؛
٢٥٣
يتضاربان، ﴿هذا من شيعته﴾ ؛ ممن على دينه من بني إسرائيل، وقيل : هو السامري. وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره، ﴿وهذا من عدوه﴾ ؛ من مخالفيه من القبط، وهو طباخ فرعون. واسمه :" فليثور "، وقيل فيهما :" هذا وهذا "، وإن كانا غائبين، على جهة الحكاية، أي : إذا نظر إليهما الناظر قال : هذا وهذا.


الصفحة التالية
Icon