الإشارة : الآية ليست خاصة بالنبي ﷺ، بل هي عامة لكل من يريد الهداية لأحد من خاصته، كتب شيخ أشياخنا، سيدي " أحمد بن عبد الله "، إلى شيخه، سيدي " أحمد بن سعيد الهبري " ؛ يشكو له ابنه ؛ حيث لم ير منه ما تقر به عينه، فكتب إليه : أخبرني : ما الذي بَنَيْتَ فيه ؟ دع الدار لبانيها، إن شاء هدمها وإن شاء بناها. هـ. وفي اللباب - بعد كلام - : قد رضي الله على أقوام في الأزل، فاستعلمهم في أسباب الرضا من غير سبب، وسَخِطَ على أقوام في الأزل، فاستعملهم في أسباب السَّخَطِ بلا سبب. ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾ [الأنعام : ١٢٥] الآية.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٧٥
وهذه الآية تخاطب رسول الله ﷺ بقولها :﴿إنك لا تَهْدي من أحببت﴾، والحكم عام في كل أحد، وقد خص رسول الله ﷺ بأتم الفضائل وأعلى الوسائل، حتى لم يُسْبَقْ لفضيلة، ولم يَحْتَجْ لوسيلة، وليس في ذلك نظر، بل سابقة السعادة أيدته، والخصوصية قرَّبته، ولو كان له في التقدير نظر ما مُنع من الشفاعة في عمه أبي طالب، ومن الاستغفار لأبيه. ولو كانت الهداية بيد آدم لهدى قابيل، ولو كانت بيد نوح لهدى ولده كنعان، أو بيد إبراهيم لهدى أباه آزر، أو بيد محمد ﷺ لأنقذ عمه أبا طالب، جذبت العنايةُ سلمان من فارس، وصاحت على بلال من الحبشة، وأبو طالب على الباب ممنوع من الدخول. سبحان من أعطى ومنع، وضر ونفع. هـ.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٧٥
٢٧٦
قلت :(رزقاً) : حال من (الثمرات) ؛ لتخصيصه بالإضافة، أو مصدر لتجبى ؛ لأن معناه : نرزق، أو : مفعول له.
يقول الحق جل جلاله :﴿وقالوا﴾ أي : كفار قريش ﴿إن نتبع الهُدَى﴾ وندخل ﴿معك﴾ في هذا الدين ؛ ﴿نُتَخَطّفُ من أرضنا﴾ أي : تخطفنا العرب وتُخرجنا من أرضنا.


الصفحة التالية
Icon