أو : يعترفون بها بغير سؤال، أو : يُعرفون بسيماهم فلا يُسألون، أو : لا يُسألون سؤال توبيخ، أو لا يُسْأَلُ المجرمون من هذه الأمة عن ذنوب الماضين. قال محمد بن كعب : هو كلام متصل بما قبله، والضمير في (ذنوبهم) ؛ عائد على من أهلك من القرون، أي : أُهلكوا، ولم يُسْأَلُ غيرهم بعدهم عن ذنوبهم، بل كان أحد إنما يُعاتب على ما يخصه. هـ. وإذ قلنا هو ؛ في القيامة فقد ورد في آيات أخر أنهم يُسْألون، ويومُ القيامة مواطن وطوائف. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٨٧
الإشارة : إذا خص الله عبداً بخصوصية فلا ينسبها لنفسه، أو لحوله وقوته، أو لكسبه ومجاهدته، بل يشهدها منَّةً من الله عليه، وسابق عناية منه إليه، قال سهل رضي الله عنه : ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح، والسعيد من صرف بصره عن أفعاله وأقواله، وفتح له سبيل رؤيةِ مِنَّةِ الله عليه، في جميع الأفعال والأقوال. والشقي مَنّ زُيِّنَ له في عينه أفعالهُ وأقوالُه وأحوالُه، ولا فتِحَ له سبيلُ رؤيةِ منَّةِ الله عليه، فافتخر بها وادعاها لنفسه، فشؤمه أن يهلكه كما خسف بقارون. لَمّا ادعى لنفسه فضلاً. هـ.
٢٨٨
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٢٨٧
قلت :(في زينته) : حال، ﴿ويْكَأنه﴾ : مذهب الخليل وسيبويه : أن " وي " : حرف تنبيه منفصلة عن كَأَنَ، لكن أضيفت لكثرة الاستعمال. وقال أبو حاتم وجماعة :" ويك " هي " ويلك " ؛ حذفت اللام منها ؛ لكثرة الاستعمال. وقالت فرقة :" ويكأن " بجملتها كلمة. قاله الثعلبي، وقال البيضاوي : ويكأن، عند البصريين، مركب من " وي " ؛ للتعجب، و " كأن "، للتشبيه. هـ. وقال سيبويه :" وي " : كلمة تنبيه على الخطأ وتَنَدُّمٍ، يستعملها النادم لإظهار ندامته.


الصفحة التالية
Icon