قال تعالى :﴿وما هم بحاملين من خطاياهم من شيءٍ﴾ أي : ما هم حاملين شيئاً من أوزارهم، ﴿إنهم لكاذبون﴾ فيما ادعوا ؛ لأنهم قالوا ذلك وقلوبهم على خلافه، كالكاذبين الذين يَعِدُون الشيء وفي قلوبهم نية الخُلْف. ﴿وليَحْمِلُنَّ أثقالهم﴾ أي : أثقال أنفسهم بسبب كفرهم، ﴿وأثقالاً مع أثقالهم﴾ أي : أثقالاً أُخر غير التي ضمنوا للمؤمنين حملَها، وهي أثقال الذين كانوا سبباً في ضلالهم، كقولهم :﴿لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [النحل : ٢٥]، ﴿وَلَيُسْأَلُنَّ يوم القيامة عما كانوا يفترون﴾ من الأكاذيب والأباطيل التي ضلوا بها.
الإشارة : كل من عاق الناس عن الدخول في طريق التصفية والتخليص : تَصْدُقُ عليه هذه الآية، فيتقلد بحمل نقائصهم ومساوئهم التي بقيت فيهم، فيحاسب عليها وعلى مساوئ نفسه. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٠٠
يقول الحق جل جلاله :﴿و﴾ الله ﴿لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلا خمسين عاماً﴾ يدعوهم إلى الله، وهم يؤذونه بالشتم والضرب حتى نُصر، فاصبر كما صبر، فإن العاقبة للمتقين.


الصفحة التالية
Icon