﴿ثم كان عاقبةُ الذي أساءوا﴾ بالكفر والمعاصي ﴿السُّوأى﴾ أي : العقوبة السوأى، والأصل : ثم كان عاقبتهم، فوضع الظاهر موضع المضمر ؛ للدلالة على ما اقتضى أن تكون تلك عاقبتهم، وهو إساءتهم. والمعنى : أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار، ثم كان عاقبتهم في الآخرة العقوبة التي هي أسوأ العقوبات، وهي انار التي أُعدت للكافرين. لأجل ﴿أن كذَّبوا﴾ أو : بأن كذَّبوا ﴿بآيات الله﴾ الدالة على صدق رسله، أو : على وحدانيته. ﴿وكانوا بها يستهزؤون﴾ ؛ حيث قابلوها بالتكذيب، أو : غفلوا عن التفكر فيها. أو : ثم كان عاقبة الذين اقترفوا الخطيئة السُّؤاى أن طبع الله على قلوبهم، حتى كذّبوا بالآيات، واستهزءوا بها. أو : ثم كان عاقبة الذين فعلوا الفعلة السوأى، وهو أن كذّبوا واستهزءوا، أن يلحقهم ما تعجز عنه نطاق العبارة، فخبر كان، على هذا : محذوف ؛
٣٣٣
للتهويل. و(أن كذبوا) : بيان، أو : بدل من السوأى. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٣