الإشارة : من اعتمد على غير الله، أو ركن إلى شيء سواه، فهو مجرم عند الخصوص، وذلك الشيء الذي ركن إليه صنم في حقه، يتبرأ منه يوم القيامة، ويُبلس من نفعه، ﴿يوم تقوم الساعة يُبلس المجرمون﴾ : الآية. ﴿ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يتفرقون﴾ ؛ فريقٌ هم أهل الوصلة، وفريق هم أهل القطعة، فريق في المنة، وفريق في المحنة، فريق في السرور، وفريق في الثبور، فريقٌ في الثواب، وفريق في العقاب، فريق في الفراق، وفريق في التلاق. قال القشيري : وإذا كان الأمر هكذا، فَجِدَّ، أيها المؤمن، في طاعة مولاك، وأَكْثِرْ من ذكره، صباحاً ومساء، وليلاً ونهارا ؛ لتنال ذلك الوعد، وَتَنْجَو من الوعيد.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٤
قلت :" فسبحان " : مصدر لمحذوف، أي : سبحوا سبحان. و(حين) : متعلق بذلك المحذوف، وجملة :(وله الحمد) : معترضة بين معطوفات الظروف. و(في السموات) : حال من الحمد، أي : وله، على عباده، الحمد ؛ كائناً في السموات... إلخ.
يقول الحق جل جلاله :﴿فسبحانَ اللهِ﴾ أي : فسبّحوا الله ونزّهوه تنزيهاً يليق به
٣٣٥
في هذه الأوقات التي تظهر قدرته، وتجدد فيها نعَمه، وهي ﴿حينَ تُمسون﴾ ؛ تدخلون في المساء ﴿وحين تُصبحون﴾ تدخلون في الصباح. ﴿وله الحمدُ في السماوات والأرض﴾ أي : وله، على المميّزين كلّهم، من أهل السموات والأرض، أن يحمدوه، ﴿وعشيّاً﴾ أي : وسبحوه عشياً ؛ آخر النهار، ﴿وحين تُظْهِرُون﴾ ؛ تدخلون في وقت الظهيرة.