جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٥
وقال الضحاك : من قال :﴿فسبحان الله حين تمسون..﴾ إلخ ؛ كان له كعدل مائتي رقبة من ولد إسماعيل. هـ. زاد كعب : ولم يفته خَيْرٌ كان في يومه، ولا يدركه شر كان فيه.
٣٣٦
وإن قالها في السماء ؛ فكذلك. وكان إبراهيم الخليل عليه السلام يقرها ست مرات في كل يوم وليلة. هـ.
الإشارة : أما وجه الأمر بالتنزيه حين المساء والصباح ؛ فلأنَّ المجوس كانوا يسجدون للشمس في هذين الوقتين ؛ تسليماً وتوديعاً، فأمر الحق تعالى المؤمنين أن ينزهوه عمن يستحق العبادة معه، وأما العشي ؛ فلأنه وقت غفلة الناس في جميع حوائجهم، وأما وقت الظهيرة ؛ فلأن جهنم تشتعل فيه ؛ كما في الحديث، وأمر بحمده والثناء عليه في كل وقت ؛ لما غمرهم من النِعَم الظاهرة والباطنة.
قال القشيري : فمن كان صباحُه بالله ؛ بُوركَ له في يومه، ومن كان مساؤه بالله ؛ بورك له في ليلته، وأنشدوا :
وإنَّ صَبَاحاً نلتقي في مسائه
صَبَاحٌ على قلب الغريب حبيبُ
شتَّان بين عبد : صباحُه مُفْتَتَحٌ بعبادته، ومساؤه مُخْتَتَمٌ بطاعته، وبين عبدٍ : صباحه مُفتتح بمشاهدته، ورواحه مختتم بعزيز رؤيته. قلت : الأول من عامة الأبرار، والثاني من خاصة العارفين الكبار، وبقي مقام الغافلين، وهو : من كان صباحه مفتتح بهم نفسه، ومساؤه مختتم برؤية حسه، ثم ذكر احتمال الصلوات الخمس في الآية، كما تقدم - ثم قال : وأراد الحق من أوليائه أن يجددوا العبودية في اليوم والليلة خمس مرات، فيقف على بساط المناجاة، ويستدرك ما فاته بين الصلاتين من صوارف الزلات. هـ.


الصفحة التالية
Icon