قلت : وكأنه يشير إلى أن المودة التي انعقدت بين الزوجين إنما هي نفسية، لا روحانية، ولا سرية ؛ إذ الروح والسر لا يتصور منها ميل إلى غير أسرار الذات العلية ؛ إذ محبة الحق، جذبتها عن الميل إلى شيء من السّوى. واختلف الصوفية : هل تُخِلُّ هذه المودة بين الزوجين يمحية الحق، أم لا ؟ فقال سهل رضي الله عنه : لا تضر الروح ؛ لقوله ﷺ :" حُبب إلي َّمن دنياكم ثلاث... " فذكر النساء، إذا كان على وجه الشفقة
٣٣٨
والرحمة، لا على غلبة الشهوة. وعلامة محبة الشفقة : أنه لا يتغير عند فَقْدها، ولا يحزن بفواتها. وهذا هو الصحيح. والله تعالى أعلم.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٣٧
قلت :(يُريكم البرق) : فيه وجهان، أحدهما : إضمار " أن " ؛ كما في حرف ابن مسعود، والثاني : تنزيل الفعل منزلة المصدر، كما قيل في قولهم، في المثل :" تَسْمعَ بالمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ من أن تراه ". أي : إن تسمع، أو : سماعك. و(خوفاً وطمعاً) : مفعولان له ؛ على حذف مضاف، أي : إرادة خوف، وإرادة طمع، أو : على الحال، أي : خائفين وطامعين. و(إذا دعاكم) : شرطية، و(إذا)، الثانية ؛ فجائية، نابت عن الفاء. و(من الأرض) : يتعلق بدعاكم.


الصفحة التالية
Icon