الإشارة : الاشياء كلها، من عرشها إلى فرشها، حيها وجامدها، قانتة وساجدة لله تعالى، من حيث حِسُّها الذي هو مَقَر العبودية، وغنية عن السجود من حيث معناها ؛ لأنها من أسرار الربوبية. فالعبد، من حيثُ حِسُّها الذي هو مَقَر العبودية، وغنية عن السجود من حيث معناها ؛ لأنها من أسرار الربوبية. فالعبد، من حيثُ فرقه، عبد خاضع، ومن حيث جمعه : حُر مُطاع.
قال القشيري : قوله :﴿وهو أهون عليه﴾ أي : في ظنِّكم وتقديركم. وفي الحقيقة السهولة والوعورة على الحق لا تجوز. ﴿وله المثل الأعلى﴾ والصفات العلى في الوجود بحق القِدَم، وفي وجوده - أي : للأشياء - بنعت الكرم، وفي القدرة بوصف الشمول، وفي النظرة بوصف الكمال، وفي العلم بعموم التعلق، وفي الحكْم بوجود التحقق، وفي المشيئة بوصف البلوغ، وفي القضية بحكم النفوذ، وفي الجبروت بعين العز والجلال، وفي الملكوت بنعت الجد والكمال. هـ. قلت : والحاصل ان المثل الأعلى يرجع إلى كمال ذاته، تعالى، وصفاته وأفعاله.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٤١


الصفحة التالية
Icon