قال مجاهد : كان لقمان عبداً أسود، عظيم الشفتين، مُشققَّ القدمين. زاد في اللباب : وكانت زوجته من أجمل أهل زمانها. قيل : لم يزل لقمان، ومن زمن داود مظهراً للحكمة والزهد، إلى أيام يونس بن متى. وكان قد عَمَّرَ عُمر سبعة أنسر، فكان آخر نسوره " لبذ ". رُوي أنه أخذ نسراً صغيراً فربّاه، وكان يصرفه في حوائجه، فعاش ذلك النسر ألف سنة ومات، قم أخذ نسراً آخر، فعاش خمسمائة سنة، ثم أخذ آخر، فعاش مثل ذلك، إلى السابع، عاش خمسمائة سنة، واسمه لبذ، فقال له لقمان يوماً : يا لبذ انهض إلى كذا، فأراد النهوض فلم يستطع، وإذا بوتر لقمان قد اختلج، وكان لم يألم قط، فنادى بأهله وعشيرته، وعلم أن أجله قد قرب، وقال : إن أجلي قد حضر بموت هذا النسر، كما أعلمني ربي، فإذا مت فلا تدفنوني في الكهوف والمقابر، كما [تدفنون] الجبابرة، ولكن ادفنوني في ضريح الارض، فدفنوه كما أوصاهم، فقال ابن ثعلبة : رَأَيْتُ الْفَتَى يَنْسَى مِنَ الْمَوتِ حَتْفَهُ
حَذُوراً لِرَيْبِ الدَّهْرِ، والدَّهْرُ آكِلُهْ
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٦٦
فَلَوْ عَاشَ مَا عَاشَت بِلُقْمَانَ أَنْسُرٌ
لَصَرْفْ المَنَايَا، بعد ذلك، حَافِلْهُ
٣٦٧


الصفحة التالية
Icon