﴿وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله﴾ على رسوله ؛ من التوحيد، والشرائع، ﴿قالوا بل نتبعُ ما وجدنا عليه آباءنا﴾ من عبادة الأصنام. وهو دليل منع التقليد في الأصول. قاله البيضاوي قلت : والمشهور أن إيمان المقلِّد صحيح. وأما من قلَّد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم ينظر، فهو مؤمن، اتفاقاً. قال تعالى :﴿أَوَ لَو﴾ ؛ أيتبعونهم، ولو ﴿كان الشيطانُ يدعوهم إلى عذاب السعير﴾، يحتمل أن يكون الضمير لهم، أي : أيقلدونهم، ولو كان يدعوهم بذلك التقليد إلى العذاب، أو : لآبائهم، أي : أيتبعون آباءهم، ولو كان الشيطان في زمانهم يدعوهم إلى عذاب السعير.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٧٤
الإشارة : الأكوان كلها خُلِقَتْ لك أيها الإنسان، وأنت خُلِقْتَ للحضرة، فاعرف قَدْرَكَ، ولاتتعدَّ طَوْرَكَ، واشكر النعم لتي أسبغ عليك ؛ ظاهرة وباطنة. الظاهرة : استقامة الظواهر في عمل الشرائع، والباطنة : تصفية البواطن ؛ لتتهيأ لأنوار الحقائق، أو : الظاهرة : المنن، والباطنة : المحن. قال القشيري : قد تكلموا في الظاهرة واباطنة وأكثروا.


الصفحة التالية
Icon