أصله : من عروة الكلأ، وهو : ماله أصل ثابت في الأرض، من الشيح وغيره من الشجر المستأصل في الأرض. ضُربَتْ مثلاً لكل ما يُعْتَصَمُ به ويُلْجأُ إليه. هـ.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٧٦
وهو إشارة لكون التوحيد سبباً وأصلاً، والآخِذُ به، مُّتصلاً بالله، لا يخشى انقطاعاً ولا هلاكاً، بخلاف الشرك، فإنه على الضد، كما يرشد إليه قوله تعالى :﴿وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ...﴾ [إبراهيم : ٢٦] الآية. وقوله تعالى :﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَآءِ﴾ [الحج : ٣١] الآية.
﴿وإلى الله عاقبة الامور﴾ أي : صائرة إليه فيُجازى عليها.
﴿ومن كَفَرَ﴾ ؛ ولم يسلم وجهه لله، ﴿فلا يَحْزُنك كُفْرُه﴾ ؛ فلا يهمك شأنه، فَسَيَقْدِمُ علينا ونجازيه، ﴿إلينا مرجعُهم فننبئهم بما عملوا﴾، أي : فنعاقبهم على أعمالهم، ﴿إن الله عليم بذات الصور﴾، أي : عالم بحقائق الصدور، وما فيها، فيجازى على حسبها، فضلاً عما في الظواهر، ﴿نُمتعهم قليلاً﴾، أي : نمتعهم زماناً قليلاً بدنياهم، ﴿ثم نضطرهم﴾، نلجئهم ﴿إلى عذابٍ غليظٍ﴾ شديد. شبَّه إلزامهم التعذيب، وإرهاقهم إليه، باضطرار المضطر إلى الشيء. والغِلظ : مستعار من الأجرام الغليظة، والمراد : الشدة والثَّقَلُ على المُعَذِّبِ. عائذاً بالله من موجبات غضبه.


الصفحة التالية
Icon