يقول الحق جل جلاله :﴿أفمن كان مؤمناً﴾ بالله ورسله ﴿كمن كان فاسقاً﴾ ؛ خارجاً عن الإيمان ﴿لا يستوون﴾ أبداً عند الله تعالى. وأفرد، أولاً ؛ مراعاةً للفظ " من "، وجمع ثانياً مراعاة لمعناها. ثم فصّل حالهم بقوله :﴿أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جناتُ المأوى﴾ أي : المسكن الحقيقي، وأما الدنيا، فإنها منزل انتقال وارتحال، لا محالة، وقيل : المأوى : جنة من الجنان. قال ابن عطية سميت جنة المأوى لأن أرواح المؤمنين تأوي إليها. هـ. أي : في الدنيا ؛ لأنها في حواصل طير خضر، كما ورد في الشهداء، وأما الصدِّيقون فإنها تشكل على صور أجسادها، تسرح حيث شاءت. ﴿نُزُلاً بما كانوا يعملون﴾ أي : عطاء معجلاً بأعمالهم. والنُزُل : ما يقدم للنازل، ثم صار عاماً.