وتسمية الحدّ عذاباً دليل على أنه عقوبة وكفارة. و " الطائفة " : فرقة، يمكن أن تكون حافة حول الشيء، من الطوْف، وهو الإدارة، وأقلها : ثلاثة، وقيل : أربعة إلى أربعين.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٧
وعن الحسن : عشرة، والمراد : جمع يحصل به التشهير. والله تعالى أعلم.
الإشارة : التقوى أساس الطريق، وبها يقع السير إلى عين التحقيق. فمن لا تقوى له لا طريق له، ومن لا طريق له لا سير له، ومن لا سيرله لا وصول له. وأعظم ما يتَقي العبدُ شهوةَ الفروج، فهي أعظم الفتن وأقبح المحن، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" ما تَرَكْتُ بَعْدِي أضَرّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ " أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وعن حذيفة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ :" يا معشر الناس اتقوا الزنا، فإن فيه ستَّ خصال : ثلاثاً في الدنيا، وثلاثاً في الآخرة : فأما اللاتي في الدنيا ؛ فيُذهب البهاء، ويورثُ الفقرَ، وينْقُصُ العمرَ، وأما اللاتي في الآخرة ؛ فيوجب السخطَة وسوءَ الحسابِ والخلودَ إلى النار " والمراد بنقص العمر : قلة بركته، وبالخلود : طول المكث. وفي حديث آخر :" إن أهل النار ليتأذون من نتن فروج الزناة والزواني "، وعن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ :" إن أعمال أمتي تُعرض عليَّ في كل جمعة مرتين، فاشتد غضب الله على الزناة " وقال وهب بن منبه :(مكتوب في التوراة : الزاني لا يموت حتى يفتقر، والقواد لا يموت حتى يعمى).