وكذا قال عليّ رضي الله عنه :(إن جبريل أخبرك أنَّ على نَعْلِك قذراً، وأمرك بإخراج النعل عن رجلك، بسبب ما التصق به من القذر، فكيف لا يأمرك بإخراجها، على تقدير أن تكون متلطخة بشيء من الفواحش) ؟ قال النسفي.
وروي أن أبا أيوب الأنصاري قال لامرأته : ألا ترين ما يقال في عائشة ؟ فقالت : لو كُنْتَ بدل صفوان أَكُنْتَ تخُون رسول الله ﷺ ؟ فقال : لا، قالت : ولو كنتُ أنا بدل عائشة مَا خُنْتُ رسول الله، فعائشة خير مني، وصفوان خير منك. وفي رواية ابن إسحاق : قالت زوجة أبي أيوب لأبي أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال : بلى، وذلك الكذب. أَكُنْتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله، فقال : عائشة خير منك، سبحان الله، هذا بهتان عظيم، فنزل :﴿لَّوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ﴾... الآية.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٧
وإنما عدل عن الخطاب إلى الغيبة، وعن الضمير الظاهر، ولم يقل : ظننتم بأنفسكم خيراً، وقلتم ؛ ليبالغ في التوبيخ بطرق الالتفات، وليدل التصريح بلفظ الإيمان على أن المؤمن لا يسيء الظن بأحد من المؤمنين.
﴿وقالوا﴾ عند سماع هذه الفرية :﴿هذا إفكٌ مبين﴾ ؛ كذب ظاهر لا يليق بمنصب الصدّيقة بنت الصدّيق. ﴿لولا جاؤوا عليه بأربعةِ شهداءَ﴾ ؛ هلاَّ جاء الخائضون بأربعة شهداء على ما قالوا ﴿فإِذْ لم يأتوا بالشهداءَ﴾، ولم يقل :" بهم " ؛ لزيادة التقرير، ﴿فأولئك﴾ الخائضون ﴿عند الله﴾ أي : في حُكمه وشرعه ﴿هم الكاذبون﴾ ؛ الكاملون في الكذب، المستحقون لإطلاق هذا الاسم عليهم دون غيرهم. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon