الإشارة : حُسن الظن بعباد الله من أفضل الخصال عند الله، ولا سيما ما فيه حرمة من حُرَم الله. قال القشيري على الآية : عاتبهم على المبادرة إلى الاعتراض وتَرْكِ الإعراضِ عن حُرمة بيت نبيهم. ثم قال : وسبيلُ المؤمن ألا يستصغر في الوفاق طاعة، ولا في الخلاف زَلَّةً، فإِنَّ تعظيمَ الأمْرِ بتعظيم الآمرِ، وإن الله لينتقم لأوليائه ما لا ينتقم لنفسه، ولا سيما ما تعلق به حق الرسول - عليه الصلاة والسلام - فذلك أعظم عند الله، ولذلك بالغ في التوبيخ على ما أقدموا عليه، مما تأذى به الرسول، وقلوب آل الصدِّيق، وقلوب المخلصين من المؤمنين. هـ.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٧
قلت :(لولا) هنا : امتناعية بخلاف المتقدمة ؛ فإنها تحضيضية، و(إذ سمعتموه) : معمول لقُلتم، و(إذْ تلقونه) : ظرف لمسَّكم.
يقول الحق جل جلاله :﴿ولولا فضلُ الله عليكم﴾ أيها السامعون ﴿ورحمتُهُ في الدنيا﴾ ؛ من فنون النِعَم، التي من جملتها : الإمهال والتوبة، ﴿و﴾ في ﴿الآخرةِ﴾ ؛ من ضروب الآلاء، التي من جملتها : العفو والمغفرة، ﴿لمسَّكم﴾ عاجلاً ﴿فيما أفَضْتُم﴾ أي : بسبب ما خضتم ﴿فيه﴾ من حديث الإفك ﴿عذابٌ عظيمٌ﴾ يُستحقر دونه التوبيخ والجَلْدُ، يقال أفاض في الحديث، وفاض، واندفع : إذا خاض فيه.