الإشارة : أول ما يرتفع الحجاب عن العبد بينه وبين كلام سيده، فيسمع كلامه منه، لكن من وراء رداء الكبرياء، وهو رداء الحس والوهم، فيجد حلاوة الكلام ويتمتع بتلاوته، فيلزمه الخشوع والبكاء والرِقة عند تلاوته. قال جعفر الصادق :" لقد تجلّى الحق تعالى في كلامه ولكن لا تشعرون ". ثم يرتفع الحجاب بينه وبين الحق تعالى، فيسمع كلامه بلا واسطة ولا حجاب، فتغيب حلاوة الكلام في حلاوة شهود المتكلم، فينقلب البكاء سروراً، والقبض بسطاً. وعن هذا المعنى عبّر الصدِّيق عند رؤيته قوماً يبكون عند التلاوة، فقال :" كذلك كنا ولكن قست القلوب " فعبّر عن حال التمكُّن والتصلُّب بالقسوة ؛ لأن القلب قبل تمكُّن صاحبه يكون سريعَ التأثُّر للواردات، فإذا تمكّن واشتد لم يتأثر بشيء. وصراط العزيز الحميد هو طريق السلوك إلى حضرة ملك الملوك. وبالله التوفيق.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦٣
قلت :﴿إذا﴾ : العامل فيه محذوف، دلّ عليه :﴿لفي خلق جديد﴾. و ﴿مُمَزَّقٍ﴾ : مصدر، أي : تجددون إذا مزقتم كل تمزيق، و ﴿جديد﴾ : فعيل بمعنى فاعل، عند البصريين. تقول : جَدَّ الثوب فهو جديد، أو بمعنى مفعول، كقتيل، من جد النساج الثوب : قطعه. ولا يجوز فتح ﴿إنكم﴾ للاّم في خبره. و ﴿أَفْترى﴾ : الهمزة للاستفهام، وحذفت همزة الوصل للآستغناء عنها.


الصفحة التالية
Icon