يقول الحق جلّ جلاله :﴿لقد كان لسبأٍ﴾ سُئل ﷺ أرجلاً كان أو امرأة، أو أرضاً أو جبلاً أو وادياً، فقال ﷺ :" هو رجل من العرب، ولد عشرة من الولد، فتيامن ستةٌ، وتشاءم أربعةٌ : فالذين تيامنوا كثرة، فكندة، والأشعريون، والأزد، ومذحج، وأنمارُ، وحميرُ، فقال رجل : مَن أنمار يا رسول الله ؟ قال منهم خَثْعَمُ وبَجِيلَةُ. والذين تشاءموا : عاملة، وجذام، ولخم، وغسان " قلت : وسبأ هو ابن يشخب بن يعرب بن قحطان. واختلف في قحطان، فقيل : هو ابن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح. وقيل : هو أخو هود عليه السلام. وقيل : هو هود، بنفسه، وإن هوداً هو ابن عبدالله بن رباح، لا ابن عابر، على الأصح. فهو على هذا القول ابن أرم بن سام. وقيل : قحطان من ولد إسماعيل، فهو ابن أيمن بن قيذر بن إسماعيل. وقيل : هو ابنُ الهميسع بن أيمن. وبأيمن سميت اليمن، وقيل : لأنها عن يمين الكعبة. هذا والعربُ كلها يجمعها أصلان : عدنان وقحطان، فلا عربي في
٧٣
الأرض إلا وهو ينتهي إلى أحدهما، فيقال : عدناني أو قحطاني.
ومَن جعل العرب كلها من ولد إسماعيل مرّ على أن قحطان من ذرية إسماعيل، كما تقدّم، واختلف في خزاعة، فقيل : قحطانية، وقيل : عدنانية، وأن جدهم عمرو بن لحي، وأما الأوس والخزرج فهما من ذرية سبأ، نزلت يثرب، بعد سيل العرم، كما يأتي.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٧٣


الصفحة التالية
Icon