على سبيل الإلهام والفيض، لا يطلب منهم البرهان على ما نطقوا به، فإذا طالبهم أهل القبلة بذلك، فسبيلهم السكوت عنهم، حتى يجيب عنهم الحق تعالى. هـ. وبالله التوفيق.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٩٠
قلت :" أن تقوموا " : بدل من " واحدة "، أو خبر عن مضمر.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قلْ﴾ لهم :﴿إِنما أَعِظُكُم بواحدةٍ﴾ بخصلة واحدة، وهي :﴿أن تقوموا لله﴾ أي : لوجه الله خالصاً، لا لحمية، ولا عصبية، بل لطلب الحق والاسترشاد. فالقيام على هذا معنوي، وهو القصد والتوجُّه بالقلب، وقيل : حسي، وهو قيامهم وتفرقهم عن مجلس رسول الله ﷺ، فيقوم كل واحد منفرداً بنفسه، يتفكر، أو مع صاحبه. وهذا معنى قوله :﴿مَثْنَى وفُرَادَى﴾ أي : اثنين اثنين، أو فرداً فرداً. والمعنى : أعظكم بواحدة أن تعملوا ما أصبتم الحق، وتخلصتم من الجهل. وهي أن تقوموا فرداً. والمعنى : أعظكم بواحدة أن تعملوا ما أصبتم الحق، وتخلصتم من الجهل. وهي أن تقوموا وتنهضوا لله، معرضين عن المِراء والتقليد، متفرقين اثنين اثنين، أو واحداً واحداً ؛ فإنَّ الازدحام يُشوّش الخاطر، ويخلط القول، ويمنع من الرويّة، ويقلّ فيه الإنصاف، ويكثر الاعتساف.


الصفحة التالية
Icon