جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠٢
الإشارة : وَعْد الله هنا عام، وكله حق، واجب الوقوع، لا يتخلّف، فيصدق بوعد الرزق، وكفاية مَن انقطع إليه عن الخلق، لقوله :﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق : ٣] وتولى مَن أصلح حالَه لقوله :﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف : ١٩٦] ويصدق بإثابة المطيع، وعتاب المعاصي، أو حلمه عنه، وغير ذلك من المواعد كلها، فيجب على العبد كفه عن الاهتمام بالرزق، وخوف الخلق، والتشمير في الطاعة، والفرار من المعصية، إِنْ كان له ثقة بوعد ربه، وإلا فالخلل في إيمانه.
وقوله تعالى :﴿إِن الشيطان لكم عدو...﴾ الخ، قوم فهموا من الخطاب أنهم أُمروا بعداوة الشيطان، فاشتغلوا بعداوته ومحارتبه، فشغلهم ذلك عن محبة الحبيب، وقوم فهموا من سر الخطاب : إن الشيطان لكم عدو، وأنا لكم حبيب، فاشْتَغلُوا بمحبة
١٠٣


الصفحة التالية
Icon