الإشارة : وبال الوزر خاص بصاحبه، إلا إذا كان مقتدى به، فإنَّ عيبه أو نقصه يسري في أصحابه، حتى يطهر منه ؛ أن الصحبة صيرت الجسدين واحداً. وراجع ما تقدّم عند قوله :﴿واتَّقُوا فِتْنَةً...﴾ [الأنفال : ٢٥] الآية. قال القشيري :﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ كلٌّ مُطَالَبٌ بعمله، ومحاسبٌ عن ديوانه. ولكلٍّ معه شأن، وله مع كلِّ أحدٍ شأن، ومن العبادات ما تجري فيها النيابة، ولكن في المعارف لا تجري النيابة ؛ ولو أن عبداً عاصياً منهمكاً في غوايته فاتته صلاةٌ مفروضةٌ، فلو قضى عنه ألفُ وليٍّ، وألفُ صَفِيٍّ
١١٤
تلك الصلاة الواحدة، عن كل ركعةٍ ألف ركعةٍ لم تُقْبَلْ. هـ. وقال في قوله تعالى :﴿إِنما تُنذر...﴾ الخ : الإنذار هو الإعلام بموضع المخافة. والخشيةُ هي المخافة، فمعنى الآية : لا ينتفع بالتخويف إلا صَاحِبُ الخوف ـ طيرُ السماء على إلافها تقع. هـ.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١١٣
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وما يستوي الأعمى والبصيرُ﴾ أي : لا يستوي الكافر والمؤمن، أو الجاهل والعالم. وقيل : هما مثلان للصنم والله تعالى. ﴿ولا الظلماتُ﴾ كالكفر والجهل، ﴿ولا النورُ﴾ كالإيمان والمعرفة، ﴿ولا الظلُّ﴾ كنعيم الجنان، ﴿ولا الحَرورُ﴾ كأليم النيران. والحَرور : الريح الحارّ كالسموم، إلا أن السموم يكون بالنهار، والحرور يكون بالليل والنهار. قاله الفرّاء.