أخرج ابن أبي شيبة عن بريدة، قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة، حين ينشق عنه القبر، كالرجل الشاحب، يقول له : هل تعرفني ؟ فيقول : ما أعرفك، فيقول : أنا صاحبك الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلتك، فإنَّ كل تاجر وراء تجارته. قال : فيُعطى المُلك بيمينه، والخُلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حُلَّتين، لا تُقوّم لهما الدنيا، فيقولان : بِمَ كُسِينَا هذا ؟ فيقال لهما : بأخْذِ وَلَدِكُما القرآنَ. ثم يقال له : اقرأ، واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ ". وذُكر في بعض الأخبار : أن حملة القرآن يُحشرون يوم القيامة على كثبان المسك، وأنوارُ وجوههم تغشى النظار، فإذا أتوا إلى الصراط تلقتهم الملائكة ؛ الذين وُكلوا بحملة القرآن، فتأخذ بأيديهم، وتُوضع التيجان على رؤوسهم، والحُلل على أجسادهم، وتُقرب إليهم خيل من نور الجنة، عليها سُرُج المسك الأذفر، ألجمتُها من اللؤلؤ والياقوت، فيركبونها، وتطير بهم على الصراط، ويجوز في شفاعة كل واحد منهم مائة ألف ممن استوجب النار، وينادي مناد : هؤلاء أحباء الله، الذين قرأوا كتاب الله، وعَمِلوا به، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هـ.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢١
إِنه غفور شكور﴾ غفور لهفواتهم، شكور لأعمالهم، يُعطي الجزيل، على العمل القليل.
﴿والذي أوحينا إليك مِن الكتاب﴾ أي : القرآن، و " مِن " : للتبيين، ﴿هو الحقُّ﴾ لا مرية فيه، ﴿مصدّقاً لما بين يديه﴾ لما تقدمه من الكتب، ﴿إِن الله بعباده لخبير بصير﴾ عالم بالظواهر والبواطن، فعلِمَك وأبصر أحوالك، ورآك أهلاً لأن يُوحي إليك هذا الكتاب المعجز، الذي هو عِيار على سائر الكتب.