أو : الظالم : صاحب سخاء، والمقتصد : صاحب جود، والسابق : صاحب إيثار. أو : الظالم : صاحب رجاء، والمقتصد : صاحب بسط، والسابق : صاحب أُنس. أو : الظالم : صاحب خوف، والمقتصد : صاحب خشية، والسابق : صاحب هيبة. أو : الظالم له المغفرة، والمقتصد : له الرحمة، والسابق : له القُربة، أو : الظالم : طالب النجاة، والمقتصد : طالب الدرجات، والسابق : طالب المناجاة. أو : الظالم : أمن من العقوبة، والمقتصد : طالب المثوبة، والسابق : متحقق بالقربة. أو : الظالم : صاحب التوكُّل، والمقتصد : صاحب التسليم، والسابق : صاحب التفويض، أو : الظالم : صاحب تواجد، والمقتصد : صاحب وجد، والسابق : صاحب وجود ـ غير محجوب عنه البتة ـ. أو : الظالم : مجذوب إلى فعله، والمقصد مكاشفٌ بوصفه، والسابق : مستهلك في حقه، الذي
١٢٦
هو وُجُودُه. أو : الظالم : صاحب المحاضرة، والمقتصد : صاحب المكاشفة، والسابق : صاحب المشاهدة. وبعضهم قال : يراه الظالم في الآخرة في كل جمعة، والمقتصد : في كل يوم مرة، والسابق : غير محجوبٍ عنه أَلْبتة. هـ باختصار.
والتحقيق : أن الأقسام الثلاثة تجري في كل من العارفين، والسائرين، والعلماء، والعُبّاد، والزهّاد، والصالحين ؛ إذ كل فن له بداية ووسط ونهاية. ذلك السبق إلى الله هو الفضل الكبير، جنات المعارف يدخلونها، يُحلَّون فيها من أساور من ذهب، وهي الأحوال، ولُؤلؤاً، وهي المقامات، ولباسهم فيها حرير، وهي خالص أعمال الشريعة ولُبها. وقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزَن ؛ إذ لا حزن مع العيان، ولا أغيار مع الأنوار، ولا أكدار مع الأسرار، ما تجده القلوب من الأحزان فَلِمَا مُنعت من العيان. ولابن الفارض رضي الله عنه في وصف الخمرة :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٢٣
وإن خَطَرتْ يوماً على خاطرِ امرىءٍ
أقامتْ بها الأفراحُ وارْتحَلَ الهَمُّ
وقال أيضاً : فما سَكَنَتْ والهمَّ يوماً بموضِعٍ،
كذلك لم يَسْكُنْ مع النغم الغَمُّ