الإشارة : قال القشيري : يس، معناه : يا سيد ـ رقَّاه أشرف المنازل، وإن لم يسم إليه بطرق التأميل، سُنَّة منه سبحانه أنه لا يضع أسراره إلا عند مَن تقاصرت الأوهام عن استحقاقه، ولذلك قَضوا بالعَجَب في استحقاقه، وقالوا : كيف آثر يتيم أبي طالب من بين البرية، ولقد كان ـ صلوات الله عليه ـ في سابق اختياره تعالى مقدّماً على الكافة من أشكاله وأضرابه، وفي معناه قيل :
هذا وإن أصبح في أطمار
وكان في فقر من اليسار
آثرُ عندي من أخي وجاري
وصاحب الدرهم والدينار
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٣٥
وصاحب الأمر مع الإكثار
قال الورتجبي : قيل : الياء : الياء تُشير إلى يوم الميثاق، والسين تُشير إلى سره مع الأحباب، فقال : بحق يوم الميثاق، وسرى مع الأحباب، وبالقرآن الحكيم، إنك لَمن المرسلين يا محمد هـ.
وجاء :" إن قلب القرآن يس، وقلبه :﴿سلام قولاً من رب رحيم﴾ " قلت : وهو إشارة إلى سر القربة، الداعي إليه القرآن، وعليه مداره، وحاصله : تسليم الله على عباده
١٣٦
كِفاحاً، لحياتهم به، وأنسهم بحديثه وسره. وقيل : لأن فيه تقرير أصول الدين. قاله في الحاشية الفاسية.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٣٥
قلت :" تنزيل " : خبر، أي : هو تنزيل. ومَن نصبه فمصدر، أي : نُزل تنزيل، أو : اقرأ تنزيل، وقرىء بالجر، بدل من القرآن. و " ما أُنذر " : نعت لقوم. و " ما " : نفي، عند الجمهور، أو : موصولة مفعولاً ثانياً لتُنذر، أي : العذاب الذي أُنْذرَه آباؤهم، أو : مصدرية، أي : لتنذر قوماً إنذاراً مثل إنذار آبائهم.