وجواب القسم :﴿إِنَّ إِلهكم لواحدٌ﴾ لا شريك معه يستحق أن يُعبد، ﴿وربُّ السماواتِ والأرضِ﴾ وهو خبر بعد خبر، أو : خبر عن مضمر، أي : هو ﴿ربُّ السماوات والأرض وما بينهما وربُّ المشارق﴾ أي : مطالع الشمس، وهي ثلاث مائة وستون مشرقاً، وكذلك المغارب. تُشرق الشمس كلّ يوم في مشرق منها، وتغرب في مغرب، ولا تطلع ولا تغرب في واحد يومين. وأما :﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن : ١٧] فإنه أريد مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما. وأما :﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ﴾ [المزمل : ٩] فإنه أريد به الجهة، فالمشرق جهة، والمغرب جهة. قال الكواشي : لم يذكر المغارب ؛ لأن المشارق تدل عليها.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٦٥
إِنا زَيَّنا السماءَ الدنيا﴾ القُربى منكم، تأنيث الأدنى، ﴿بزينة الكواكب﴾ بالإضافة، أي : بأن زينتها الكواكب ومَن قرأ بالتنوين والخفض فبدل، أي : هي الكواكب، ومَن قرأ بالنصب فعلى إضمار " أعني "، أو : بدل من محل " بزينة " أي : زيَّنَّا الكواكب، أو : على إعمال المصدر منوناً في المفعول، أي : بتزيُّن الكواكب. قال البيضاوي : وركوز الثوابت في الكُوة الثامنة، وما عدا القمر من السيارات في الست المتوسطة بينهما وبين سماء الدنيا إن تحقق لم يقدح في ذلك، فإن أهل الأرض يرونها بأسرها كجواهر مشرقة، متلألئة على سطحها الأزرق. هـ.