" مع "، أو : عاطفة. ﴿وما كانوا يعبدون من دون الله﴾ أي : الأصنام، اجمعوها معهم، ﴿فاهْدُوهم إلى صراطِ الجحيم﴾ أي : دُلوهم على طريقها، وعرّفوهم بها. وعن الأصمعي : يقال : هديته في الدين هُدى، وهديته الطريق هداية.
﴿وقِفُوهُم﴾ : احبسوهم ﴿إِنهم مسؤولون﴾ عن أقوالهم وأفعالهم وعقائدهم، ﴿ما لكم لا تَنَاصَرُون﴾ لا ينصر بعضكم بعضاً. وهذا توبيخ لهم بالعجز عن التناصر، بعدما كانوا يتناصرون في الدنيا، أو : استهزاء بهم. وقيل : هو جواب لأبي جهل، حيث قال يوم بدر :﴿نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ﴾ [القمر : ٤٤]، وجملة النفي : حال، أي : ما لكم غير متناصرين، ﴿بل هم اليوم مسْتَسْلِمون﴾ منقادون لِما يُراد بهم ؛ لعجزهم ؛ وانْسِدَادِ أبواب الحيل عليهم، أو : قد أسلم بعضهم بعضاً وخذله.
﴿وأقْبَل بعضُهم على بعضٍ﴾ أي : التابع على المتبوع ﴿يتساءلون﴾ يتخاصمون، ويسأل بعضهم بعضاً سؤال توبيخ وتسخُّط، ﴿قالوا﴾ أي : الأتباع للمتبوعين :﴿إِنكم كنتم تأتوننا عن اليمين﴾ أي : تصدوننا عن الحق والإيمان، قاله الحسن. وبيانه : أن العرب كانت تتيمّن بالسانح عن اليمين من الطير، ويناسبه ما ذكره ابن عطية في جملة التأويلات بقوله : ومنها : أن يريد باليمين اليمْن، أي : تأتوننا من جهة النصائح، والعمل الذي يتيمّن به. هـ. قلت : والأحسن : أن يقدر معلق الجار، أي : تأتوننا وتصرفوننا عن طريق أهل اليمين.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٦٩


الصفحة التالية
Icon