قيل : إن الولد كان أشدَّ بلاء، لأنه وَجَدَ الذبح من يد أبيه، ولم يتعوَّد منه إلا التربية بالجميل، فكان البلاء منها أشد ؛ إذ لم يتوقعه منها. وقيل : بل إبراهيم أشد بلاء ؛ لأنه كان يحتاج أن يذبح ابنه بيده، ويعيش بعده، ولم يأتِ الولد بالدعوى، بل قال : إن شاء الله، فتأدّب بلفظ الاستثناء. ثم قال : ويقال : إنَّ الله ستر عليهما ما عَلِمَ أنه أريد منهما في حال البلاء، وإنما كشف لهما بعد مُضِيِّ وقت المحنة، لئلا يَبْطُلُ معنى الابتلاء، وهو توجُّع القلب بالقهرية، وكذلك لما ألقي في النار أخفي عنه المراد منه، وهو السلامة منها ليحصل معنى الابتلاء. وهكذا يكون الحال في حال البلاء، [يسند عيون التهدي إلى الحال]. وكذلك كان حال نبينا ﷺ في الإفك، وأيوب عليه السلام، وإنما تبيّن الأمر بعد ظهور أجر المحنة وزوالها، وإلاَّ لم تكن حينئذ محنة، ولكن مع استعجام الحال وانبهامه ؛ إذ لو كشف الأمر عن صاحبه لم يكن حينئذ بلاء. هـ. ملخصاً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٨١
قلت :" نبياً " : حال مقدرة من " إسحاق "، ولا بد من تقدير مضاف محذوف، أي : وبشرناه بوجود إسحاق نبيًّا، أي : بأن يُوجد مقدراً نبوته، فالعامل في الحال : الوجود، لا فعل البشارة، قاله الكواشي وغيره.